كيف تقهر الكسل

 كيف تقهر الكسل في ثلاث خطوات 

نستيقظ كل صباح على صوت المنبه، ثم نغلقه ونظل في الفراش لا نغادره فترة من الممكن أن تطول، حالة أصابتنا منذ فترة لا نعرف 

سببا لها مباشرا، وهذه الحالة ألقت بظلالها على مختلف أنشطتنا، إنها ظاهرة «الكسل» التي أصابت الكثير من الأجيال، وصارت إحدى 

الظواهر التي تم رصدها مؤخراً في مجتمعاتنا المعاصرة، وخاصة بالنسبة للمراهقين.

تجد الكثير منا يشعر بتعب وقلة نشاط مستمر، وحالة من الخمول عند الاستيقاظ صباحاً، حيث يستمر فترة من الزمن من الممكن أن 

تصل ساعات ملازما فراشه، محاولا استجماع قواه حتى يستطيع أن يغادره، وهذه الحالة يمكن أن تؤثر على الدراسة والمذاكرة 

والتحصيل إن كان في مرحلة التعليم، وتسبب تقصيراً في العمل لدى الأشخاص العاملين أو تضر بالالتزامات الأسرية والاجتماعية، 

ويعرف الأخصائيون مشكلة الكسل على أنها نفور من المجهود أو بذل الجهد على الرغم من توافر القدرة البدنية عليه، ويعتبر الكسل 

صفة سيئة يوصف بها الشخص ذو النمط الكسول أو المحب للراحة، ويصنف الكسل إلى نوعين، الكسل الجسدي والكسل الذهني، وفي 

هذا الموضوع سوف نتناول تفاصيل حالة الكسل وأسبابها وطرق الوقاية منها، والعلاج الذي يمكن أن نتبعه للتخلص من هذه المشكلة.

نقص المعرفة والثقة

تصنف مشكلة الكسل على أنها عادة، وليس اضطراباً نفسياً، حيث تلعب عدة عوامل دوراً في الإصابة بها، مثل نقص المعرفة

 والتدريب وقلة الثقة والتقدير الذاتي، كما أن الشخص المصاب بالكسل سواء كانت عادة أو اضطراباً تجده يفقد الاهتمام بمختلف

 الأنشطة التي يقوم بها ويعتقد بعدم جدواها، وهو ما ينعكس في صورة مماطلة أو تذبذب، ويمكن أن يكون وراء الكسل نقص مستوى ا

لتحفيز كنتيجة للتنبيه الزائد أو تعدد التنبيهات أو التشتت، وهذا الأمر بدوره يزيد من إطلاق هرمون الدوبامين في الجهاز العصبي وهو 

الهرمون المسؤول عن السعادة، كما أن هناك عدداً من الأمراض لها دور في الإصابة بمشكلة الكسل، منها الأمراض المزمنة مثل 

السكري الذي يجعل المصاب به يشعر بحالة من الكسل، وفي حالة حدوث اضطراب في الغدة الدرقية أو الكظرية، لأن نقص معدلات 

هرمون النشاط يجعلنا نشعر دائماً بالكسل والأعياء مهما حصلنا على راحة، وكذلك ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم والفشل الكلوي الحاد 

والتهاب الكبد، كما يلعب الالتهاب الشعبي دوراً في الإصابة بالكسل والتهاب المعدة، ورصد بعض الأطباء إصابة مرضى سوء التغذية 

وسوء الامتصاص بالكسل«، كما أن الصداع والتعب وانخفاض التركيز وصعوبة النوم تلعب دوراً مهما في الإصابة بهذه الحالة،

 ونقص بعض الفيتامينات والتلوث البيئي وتعاطي المواد الكحولية بشكل مفرط، ومن الأسباب المهمة التي يعزو إليها الأطباء الإصابة

 بـالكسل الوقوع تحت الضغوط النفسية والإصابة بالاكتئاب، ويرسم علاج الكسل طريقاً لنفسه من خلال تلافي السبب، فإن كان وراء 

الإصابة بالاكتئاب فلابد من علاجه من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب، وإن كان وراء الإصابة بخلل عضوي آخر يتم التعامل معه.

النوم والغذاء والروتين

يمكن أن تكون مشكلة الكسل من العادات السيئة التي اكتسبها البعض، من خلال نمط حياتي معين حوله إلى شخص كسلان وخامل،

وفي هذه الحالة نحتاج إلى وضع جدول لتغيير هذا النمط، وأول بنود هذا الجدول هو الاستيقاظ المبكر، لأنه يجعل الشخص يشعر أن

 وقته كله ملكه، وأن هناك متسعاً من الزمن يستطيع الاستفادة منه في أداء أشياء كثيرة، ولعل بداية الاستيقاظ مبكراً هي النوم مبكراً، مع 

تجنب اضطرابات النوم، التي تستنفد الطاقة، وهو ما يجعل الإنسان يشعر بحالة الكسل والخمول، والنوم المثالي ينبغي ألا يقل عن

 ثماني ساعات متصلة، وفي مواعيد ثابتة، ويأتي في البند الثاني من جدول التغيير الاهتمام بالتغذية السليمة، حيث تمدنا الخضراوات

 والأطعمة الصحية بكل ما تحتاجه أجسامنا من الماء والألياف والعناصر الغذائية المختلفة، ويجب أن يراعي التوازن بين البروتين 

والكربوهيدرات والفيتامينات خاصة فيتامين «ب12» و«د»، مع الابتعاد عن الوجبات السريعة والمعلبة، وعدم تناول المنبهات مثل 

الشاي والقهوة في المساء حتى لا تسبب الأرق، وتناول وجبات منتظمة في اليوم الواحد، وثالث بند وهو البحث عن الجديد دائما، 

فالروتين اليومي يجلب الملل، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالضجر والزهد ويجعل الشخص غير راغب في القيام بالمهام المكلف بها، 

وحتى نتجنب الروتين مطلوب قائمة بالأشياء الروتينية اليومية وكسر شيء واحد يوميا.

الرياضة والحالة المزاجية

تعتبر الرياضة علاجاً لكثير من الأمراض، لذلك تأتي في البند الرابع للتخلص من الكسل، فالأشخاص الذين يحرصون على ممارسة 

الرياضة في أي وقت من يومهم صباحا أو نهاراً تمنحهم طاقة طبيعية، ويمكن أن تكون هذه الرياضة بسيطة كالمشي السريع، مع 

مراعاة تجنب الممارسة ليلاً حتى لا تتسبب في زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالأرق، ويعود الاهتمام 

بالجو المحيط والحالة المزاجية بمردود طيب على مشكلة الكسل، ويعتبر من العوامل شديدة التأثير علينا، وهي البند الخامس من جدول 

التغيير، فالاهتمام بالتعرض للشمس والتهوية الجيدة لأماكن الجلوس التي نبقى فيها مددا طويلة بصفة عامة، وكذلك القضاء على 

الفوضى من حولنا يساعد على إزالة الفوضى من العقل، والابتعاد عن تعقيد الأمور، وأن الشعور بعدم الوصول للكمال سبب من أسباب 

الكسل والخمول، والتواصل من النماذج الناجحة والتي تمتلك طموحاً تساعد على التخلص من الكسل، كما أن حديث النفس بالأمور 

الإيجابية وإقناعها بها والإصرار على فعلها له مردود طيب أيضا، ويمكن وضع قائمة افتراضية يتم تحديد الأولويات فيها، من خلال 

كتابة أوراق وهو البند السادس، حيث تسهل هذه الأوراق تذكيرنا بالأشياء الضرورية وتساعد في ترتيب الأفكار، وعدم إضاعة الوقت 

واستغلاله بصورة صحيحة، كما أن هذه القائمة الافتراضية تساعدنا على كتابة أشياء كان يمكن إنجازها في حالة عدم الإصابة بالكسل، 

ودائما البداية المطلوبة هي القضاء على التسويف، كما أن تغيير بداية اليوم كل فترة سيكون له مردود إيجابي، مثل تناول طعام الإفطار 

في مكان غير مألوف، أو نبدأ اليوم بقراءة صفحات أحد الكتب، أو لقاء صديق قبل التوجه للعمل، وعامة فإن الملل والروتين يسببان 

دائما الكسل، وبالتالي فإن تغيير الروتين اليومي يخلصنا من الملل، وعلينا أن نحاول الاستمتاع بما نقوم به إذا كنا مجبرين عليه.

الشاي والقرنفل والماء

يمكن اللجوء إلى بعض المشروبات التي تساعد على الإنعاش في حالة الشعور بالكسل والخمول، مثل شاي الريحان وعصير الليمون 

والجريب فروت، كما أن مضغ أعواد القرنفل مفيد في سرعة التخلص من الكسل، وتدليك الجسم بالزيوت العطرة أو مجرد شمها يفيد 

أيضاً، خاصة الروزماري وزيت الكافور، كذلك تناول كوب من اللبن الدافىء بملعقة من عسل النحل على الريق يفيد في تجنب هذه 

الحالة، ويمكن أن يتم تقطيع الليمون قطعاً صغيرة وغليه مع إضافة عسل النحل ويتم تناوله دافئا.

ومن الأطعمة المفيدة في علاج الكسل السمسم، حيث يمكن تناول ملعقتين منه يوميا، وينصح الخبراء بأن تكون الدائرة المحيطة بنا من 

الأشخاص المنتجين الناجحين، لأنهم يؤثرون بصورة كبيرة في سلوكياتنا ويعطوننا طاقة إيجابية تقضي على حالة الكسل، وفي المقابل 

يجب تجنب مخالطة الكسالى، ويمكن أن نستعين بالمساعدة من الأشخاص القريبين للتغلب على الاكتئاب والكسل، ويعد الماء علاجاً 

فعالاً للقضاء على الكسل، فعندما نستيقظ صباحا ونبدأ بغسل وجوهنا مباشرة فإن ذلك يساعدنا على تخطي الإرهاق واستيعاب الوقت 

والمهام الملقاة علينا، ويستحسن أن تكون المياه باردة لتساعدنا على الانتعاش ونسيان النعاس، ويمكن أن يساعد كذلك أخذ حمام دافئ 

على طرد الشعور بالكسل والخمول، بل إن مجرد شرب كوب من الماء مفيد لتلافي هذه الحالة.

الوفيات والذكاء

أشارت إحدى الدراسات إلى أن «الكسل» يعد السبب الثاني في فشل طلاب الثانوية في أداء الاختبارات، وأرجع الباحثون هذا الفشل إلى 

حالة الكسل التي تنتاب الكثير من الطلاب، فيما أعرب الأساتذة عن اعتقادهم بأن الكسل هو السبب الثاني في فشلهم في حين أن السبب 

الرئيسي هو نقص المقدرة، وكانت دراسة أخرى أجريت منذ سنوات أثارت حالة من الجدل، حيث أشارت إلى أن الكسل أخطر من 

التدخين على الصحة، واكتشفت أن عدد من يقضي عليهم الكسل يفوق عدد من يقضي عليهم التدخين بحسب المبوحثين في الدراسة، 

وأجريت هذه الدراسة على من تزيد أعمارهم على 35 سنة، وكان حوالي 25% من أقارب مجموع الوفيات أشاروا إلى أن المتوفين لم 

يقوموا بأي نشاط أو تمرين خارج سياق العمل قبل عقد من وفاتهم، في حين أن دراسة أخرى أشارت إلى تمتع الأشخاص الذين يبدون 

أكثر كسلاً بمعدلات ذكاء تفوق المعدلات العادية، وبالتالي فإن الأشخاص المفكرين والأذكياء غالباً أقل نشاطاً من الأشخاص العاديين، 

وبحسب الدراسة فإن الأشخاص المفكرين والأذكياء يشعرون بالملل في وقت قصير، وبالتالي يقضون أوقاتاً طويلة في التفكير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسلوب الحياة الصحي

أهمية الوقت